ناظوربريس
نظمت الزاوية الكركرية بمدينة العروي الأسبوع الدولي السادس للتصوف احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف، في حدث مميز يجمع بين الأنشطة الروحية والثقافية. هذا الأسبوع الصوفي الدولي، الذي يجتذب مريدين وزواراً من مختلف أنحاء العالم، شكل فرصة للغوص في أعماق التراث الصوفي والروحي الذي تتميز به الزاوية الكركرية، وتعميق فهم قيم التصوف الإسلامي التي تستمد جذورها من السيرة النبوية.
تم تنظيم هذا الأسبوع احتفاءً بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة عزيزة على قلوب المسلمين، حيث يتم خلالها استذكار الأخلاق والقيم السامية التي جسدها الرسول الكريم في حياته. سعى المشاركون في هذه الفعالية إلى الاستفادة من الدروس المستمدة من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخاصة فيما يتعلق بنشر قيم الرحمة، التسامح، والمحبة بين الناس.
تضمن الأسبوع الدولي السادس للتصوف العديد من الأنشطة الروحية، مثل حلقات الذكر الجماعية، التي جمعت مريدي التصوف لأداء الأذكار والابتهالات وتلاوة القرآن الكريم، بالإضافة إلى الصلاة على النبي. كانت هذه الجلسات محطة لتجديد العهد الروحي والتأمل في معاني الحب الإلهي، كما أنها أتاحت للمشاركين فرصة للتواصل الروحي العميق وتعزيز الروابط الأخوية التي تجمعهم.
إلى جانب الأنشطة الروحية، أُقيم معرض تراثي ضم مجموعة من الأشياء التقليدية التي تعكس غنى وعمق التراث المحلي والثقافة الصوفية. اشتمل المعرض على تشكيلة متنوعة من الأزياء التقليدية التي يرتديها مريدو التصوف، والأدوات المستخدمة في الطقوس الصوفية التي تحكي عن حياة الزهد والتقشف التي يتبعها الصوفيون.
كما ضم المعرض أدوات حرفية من صنع الحرفيين المحليين، الذين يعملون بطرق تقليدية توارثتها الأجيال، مما أضفى على المعرض طابعاً مميزاً يعكس الأصالة المغربية. هذه التحف اليدوية، سواء كانت أدوات للزينة أو للاستخدام اليومي، تحمل في طياتها تاريخاً غنياً من الصبر والحرفية العالية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث المغربي.
عبر هذا الجمع بين الروحانية والثقافة، تمكن الزوار من رؤية كيف يمكن للتصوف أن يكون نهجاً متكاملاً للحياة، يتجاوز مجرد العبادات ليصل إلى كل جوانب الحياة، بما في ذلك الفن والحرف والعيش اليومي. كما أن المعرض أتاح للزوار فرصة فريدة للتعرف على مهارات الحرفيين المحليين، الذين يساهمون في الحفاظ على هذا التراث الثمين.
الأسبوع الدولي السادس للتصوف شهد حضوراً دولياً بارزاً، حيث شارك فيه مريدون وزوار من مختلف أنحاء العالم، جاؤوا للتعرف على التصوف الكركري وتجربة الروحانية التي تتميز بها الزاوية. هذه المشاركة الدولية أسهمت في تعزيز الحوار الثقافي والديني بين المشاركين، حيث تبادلوا الأفكار والخبرات حول الطرق المختلفة للتصوف في بلدانهم.
كانت هذه الفعالية فرصة لتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة، وتأكيد القيم المشتركة التي يتبناها التصوف الإسلامي، مثل التسامح، المحبة، والسلام. المشاركون تمكنوا من تعزيز الروابط الأخوية مع مريدي الزاوية، ما يعكس الأثر الإيجابي لهذه الأنشطة في بناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب.