شهد ملف تزوير ملفات التأشيرة الأوروبية “شنغن” تطورًا خطيرًا، بعدما تمكنت السلطات من توقيف موظف يعمل بقسم التأشيرات داخل القنصلية الإسبانية بمدينة الناظور، يُشتبه في تورطه ضمن شبكة منظمة متخصصة في تزوير الوثائق الرسمية الخاصة بطلبات الحصول على الفيزا، لفائدة راغبين في الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
ووفق مصادر موثوقة، فإن المشتبه فيه يحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية، وينحدر من أب مغربي وأم إسبانية. وقد كان تحت مراقبة دقيقة من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية لأكثر من سنة، بعد أن أثارت تحركاته شبهات قوية حول تورطه في أنشطة مشبوهة داخل القنصلية.
وبتنسيق وثيق بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، تم توقيف المعني بالأمر في إطار عملية نوعية أطاحت بعدد من المتورطين ضمن نفس الشبكة.
التحقيقات التي تُشرف عليها الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالناظور، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، أسفرت حتى الآن عن توقيف عشرة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم الوثيق بهذه الشبكة، من بينهم موظفون بمؤسسات بنكية، وسطاء، ومتعاونون ساعدوا في تمرير ملفات مزورة عبر القنوات الرسمية.
وتواجه الشبكة تُهماً ثقيلة تشمل: “تكوين عصابة إجرامية”، و”تزوير وثائق إدارية ورسمية”، و”استغلال النفوذ داخل مؤسسة دبلوماسية”.
وتواصل المصالح الأمنية تحقيقاتها لكشف باقي خيوط هذه الشبكة، التي يُحتمل أن تكون لها امتدادات في مدن مغربية وأوروبية أخرى، في وقت تُتابع النيابة العامة الملف باهتمام بالغ، وسط ترقب واسع لنتائج التحقيقات التي قد تطيح بأسماء جديدة متورطة في شبكات الهجرة غير الشرعية وتزوير الوثائق الرسمية