تعيش السواحل الجنوبية لإسبانيا، منذ الساعات الأولى من صباح الإثنين 19 ماي الجاري، حالة من الاستنفار الأمني والبحري، عقب اختفاء مسافر في ظروف غامضة بعد سقوطه في عرض البحر من على متن باخرة “فولكان دي تيمانفايا” التابعة لشركة “أرماس”، والتي كانت تُقل ركابًا من ميناء ألميريا في اتجاه مدينة مليلية المحتلة.
وبحسب مصادر رسمية من مندوبية الحكومة بمليلية، فإن الحادث وقع حوالي الساعة الثانية صباحًا، حين تم الإبلاغ عن سقوط رجل من السفينة أثناء إبحارها، دون أن يتمكن طاقم الباخرة من إنقاذه، رغم محاولاتهم المكثفة التي استُنفرت مباشرة بعد رصد الواقعة.
في أعقاب ذلك، استُدعيت فرق الإنقاذ البحري الإسبانية، حيث سارعت بإرسال مروحية لتمشيط المنطقة البحرية التي يُعتقد أن المسافر سقط فيها، لكن جهود الإنقاذ لم تسفر عن أية نتائج إلى حدود اللحظة، فيما لا تزال عمليات البحث جارية، وسط تضاؤل الآمال في العثور عليه حيًّا.
وقد خلّفت الحادثة حالة من الذعر والصدمة في صفوف الركاب، حيث صرحت إحدى المسافرات لوكالة “إفي” الإسبانية أن السفينة شهدت مناورات مفاجئة أربكت الجميع، وظن البعض في البداية أنها نتيجة اضطرابات بحرية، قبل أن تتضح الصورة لاحقًا. كما أعربت المسافرة عن استيائها من غياب أي توضيحات من طاقم السفينة حتى الساعة الثامنة والنصف صباحًا، وهو ما زاد من حالة القلق والارتباك بين الركاب.
الواقعة أثارت أيضًا موجة من الانتقادات ضد شركة “أرماس” المالكة للباخرة، إذ حمّل عدد من الركاب الشركة مسؤولية ما وقع، بسبب ضعف إجراءات السلامة، وغياب الحواجز الكافية على سطح السفينة، رغم أن هذه الأخيرة مدرجة ضمن اتفاقية الخدمة العمومية البحرية منذ بداية سنة 2025، ما يفرض عليها احترام شروط صارمة في مجال الأمان والخدمات.
من جهتها، فتحت السلطات المختصة تحقيقًا رسميًا لتحديد ملابسات الحادث، وظروف سقوط المسافر، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث بشكل مكثف باستخدام وسائل جوية وبحرية.
هذا الحادث المؤلم يعيد إلى الواجهة إشكالية السلامة البحرية على متن السفن التجارية والخطوط البحرية المخصصة للربط مع مليلية، ويفرض على الجهات المعنية، سواء الإسبانية أو الشركات المشغلة، إعادة النظر في تدابير الأمان والتواصل مع الركاب في الظروف الطارئة، حتى لا يتكرر سيناريو الغموض والصمت الذي رافق هذه الواقعة الصادمة